(كورونا) .. الصين تتزعم مكافحة الوباء وأمريكا تنشغل بالإنتقادات وتوزيع الإتهامات


https://www.saba.ye/ar/news3092527.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
(كورونا) .. الصين تتزعم مكافحة الوباء وأمريكا تنشغل بالإنتقادات وتوزيع الإتهامات
[30/ مارس/2020]

صنعاء – سبأ :

تقرير / محمد ناجي ..

تواصل الصين جهودها الجبارة في مكافحة انتشار فيروس (كورونا) من خلال السيطرة على الوباء في اراضيها وارسال مئات الاطنان من المواد الطبية الى مختلف دول العالم، فيما واصلت امريكا ورئيسها ترامب الانشغال بالانتقادات وتوزيع الاتهامات دون أن تشغل نفسها حتى بعرض المساعدة على الآخرين.

فمن جانبها وبعدما تمكنت من احتواء فيروس (كورونا) أرسلت الحكومة الصينية عشرات الفرق الطبية لمساعدة عشرات الدول في مكافحة الفيروس، بالرغم من الانتقادات المتكررة بشأن محاولاتها في البداية للتغطية على أخبار انتشار الفيروس وفشلها في السيطرة على الأمر.

وقد اصبحت الصين حالياً تواجه الأمرين في الوقت الحالي باستراتيجية مبتكرة تمثلت بالتوسع في عمليات تسليم المساعدات إلى جميع أنحاء العالم، من خلال ارسال الملايين من الأقنعة التنفسية وارسال الأطباء والخبراء صينيون حول العالم لتقديم المساعدة في محاربة الفيروس التاجي الجديد. .

وتشير التقارير الى اعتزام الصين تزويد دول الاتحاد الأوروبي بأكثر من مليوني قناع تنفسي و 50 ألف جهاز اختبار سريع لفيروس كورونا، خاصة بعدما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين في رسالة عبر الفيديو على موقع (تويتر) ان رئيس الحكومة الصينية لي كه تشيانغ وعدها بذلك في محادثة هاتفية.

وفي كانون الثاني/ يناير من هذا العام كان الاتحاد الأوروبي قدمت الصين معدات طبية مع بداية تفشي الأزمة، واليوم تقول فون دير لاين: "اليوم يتضامن معنا الصينيون الذين يتجاوزون ببطء الصعوبات التي واجهتم، كما تضامنا معهم".

وغردت فون دير لاين على موقع (تويتر) عقب محادثات مع رئيس الوزراء الصيني لي كيه تشيانغ، قائلة إن المسؤول الصيني تعهد بتوفير "2 مليون كمامة جراحية و200 ألف كمامة ان -95 و50 ألف جهاز فحص".

ومع مطلع هذا الأسبوع، هبطت طائرات من الصين في فيينا وبودابست ومطارات أوروبية أخرى، حاملة أدوات طبية ومعدات تنفس وأقنعة واقية وغيرها من الإمدادات الطبية إلى النمسا والمجر وأيضاُ إلى إيطاليا الأكثر تضرراً في القارة.

وبحسب وسائل إعلام إيطالية، فإن إيطاليا وحدها طلبت 16.5 مليون قناع واقٍ و450 ألف بدلة واقية من الصين، فيما تلقت جمهورية التشيك واليونان مواد طبية إغاثية أيضاً كتبرع من الحكومة الصينية، فيما زودت بكين باريس بعدد من الأقنعة الطبية .

ولم تكتف الصين بتقديم المساعدات لدول أوروبا، فقد تبرعت خلال الأسابيع الأخيرة بمئات الآلاف من أجهزة التنفس واختبارات الفيروسات للفلبين وباكستان، كما أرسلت فرقاً طبية إلى إيران والعراق، وقدمت قرضاً بقيمة 500 مليون دولار لمساعدة سريلانكا في مكافحة الوباء، فيما تلقت بلدان أفريقية ايضاً الدعم .

وأعلنت الصين عن تقديمها مساعدات ودعما تقنياً لـ89 دولة و4 منظمات دولية على 4 دفعات لمكافحة كورونا، وأنها بصدد إعداد خامس دفعة من برامج مساعداتها للعالم.

وأوضحت الصين أنها وفرت برامج متعددة اللغات للوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج، وأقامت اجتماعات دولية لتبادل خبرات الوقاية من الوباء ومكافحته، وشاركت البيانات العلمية والنتائج التقنية واستراتيجيات الوقاية والمكافحة مع المجتمع العلمي والتكنولوجي العالمي في الوقت المناسب، وقدمت المساعدات والدعم التقني لـ89 دولة و4 منظمات دولية على 4 دفعات، وهي حاليا بصدد إعداد الدفعة الخامسة من المساعدات.

وتشير الصين الى عزمها الآن تقديم المساعدة للدول الأكثر تضرراً من الوباء، وفق ما أفادت به وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) والتي ذكرت أن الرئيس شي جين بينغ عرض خلال محادثات هاتفية مع قادة الحكومات في إيطاليا وإسبانيا تقديم مساعدات عاجلة، وبالفعل تم إرسال فريقين طبيين إلى إيطاليا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي واصلت الولايات المتحدة توجيه الانتقادات الحادة إلى الصين، فيما دأب الرئيس الامريكي دونالد ترامب على وصف فيروس (كورونا) بـ "الفيروس الصيني"، وهو لفظ يمثل اتهاماً عنصرياً في العلن، واتهاماً آخر في الخفاء باتهام بكين بالمسؤولية عن تفشي الفيروس في العالم.

من جانبه أطلق وزير خارجية امريكا المتشدد مايك بومبيو على فيروس (كورونا) اسم (فيروس ووهان) وذلك على الرغم مما نشر عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين من أن برنامجا أمريكيا للحرب الجرثومية هو سبب انتشار الوباء.

كما اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين والوزير بومبيو الصين بنشر ما اسمون "فيروس سياسي" واستخدامه للتقليل من شأن الصين.

وزعم أوبراين أن رد الصين على فيروس (كورونا) كان بطيئاً ما كلف العالم شهرين كان يمكن أن يستعد خلالهما لانتشار المرض، فيما قال بومبيو ان البيانات "المنقوصة" من الصين أدت إلى عرقلة الرد الأمريكي على تفشي الفيروس .

لكن الصين أكدت ان الإجراءات التي قامت بها، بما في ذلك فرض حجر صحي صارم على ملايين الأشخاص، منح العالم ”وقتاً ثميناً“ للاستعداد لمواجهة تفشي الفيروس، وهو ما يقر به المجتمع الدولي.

ويؤكد المراقبون على ذلك فقد اصبحت الصين، وفي عديد من المجالات، مصنع المواد الطبية الذي يعتمد عليه العالم أجمع، وبإمكانها تنويع وتوسيع انتاجها بطريقة تعجز عنها معظم دول العالم الأخرى.

من جانب اخر يرى عدد من المحللين ان امريكا أخفقت في تقبل خطورة الأزمة، ونظرت إليها بمنظار أنها فرصة جديدة لتأكيد سياستها المتلخصة بعبارة (أمريكا أولاً) وإثبات تفوقها المزعوم على باقي دول العالم، ولكن الأمر الذي على المحك الآن هو زعامة العالم.

وقد اقر المسئولون الامريكيون ومن بينهم كورت كامبيل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ بان موقع الولايات المتحدة والذي وصفه بالرائد في العالم، وهو موقع تبوأته على مدة العقود السبعة الماضية، وبني على أسس الثراء والقوة العسكرية فقط، والقدرة على توفير المواد والسلع على النطاق العالمي وحشد الردود الدولية للكوارث والأزمات، اصبح على المحك.

ويؤكد كامبيل ان وباء (كورونا) يعتبر امتحاناً للزعامة الأمريكية، فحتى الآن لم تنجح واشنطن في الاختبار، وبينما تواصل أمريكا تعثرها، تتحرك الصين بسرعة وحنكة للاستفادة من الفرصة التي اتيحت بفضل الأخطاء التي ارتكبها الأمريكيون، فالصين تقوم اليوم بملء الفراغ، وتثبت للعالم زعامتها بالرد على انتشار (الوباء).