كورونا يثور على العالم والصين تنجح في كبح جماحه


https://www.saba.ye/ar/news3091074.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
كورونا يثور على العالم والصين تنجح في كبح جماحه
[16/ مارس/2020]

 صنعاء- سبأ: مرزاح العسل

يواصل فيروس كورونا المستجد (COVID-19) ثورانه ومحاصرته لملايين البشر في العالم متجاوزا كل الحدود، فيما لوحظ تراجعه وبشكل واضح في الصين خلال الفترة الأخيرة.

وقد بدأ تفشي الفيروس الجديد في الصين وسرعان ما أن انتشر في دول مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، قبل أن ينتشر إلى ما يزيد عن 150 دولة في شتى أرجاء العالم.. ليضع البشرية في وجه المدفع دون استثناء.

والفيروس الحالي، هو واحد من سبعة أنواع معروفة لفيروس كورونا، ولا يبدو أنه يتغير حتى الآن.. لكن في الوقت الذي يبدو فيه الفيروس مستقرا، يواصل العلماء مراقبته عن كثب.

وفيروسات كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء، حيث تسبب أمراض الجهاز التنفسي، سواء التي تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي.

ونادرًا ما تصيب فيروسات كورونا الحيوانية البشر ثم تنتشر بينهم.. وقد نتذكر مرض سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) الذي انتشر في الفترة بين 2002-2003، والذي كان مثالاً على فيروس كورونا الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر.

الفيروس ليس "جديدا" (كان يصيب الحيوانات)، لكنه جديد بالنسبة للبشر بعد أن أصبح بإمكانه الانتقال بين أنواع مختلفة من الكائنات.

ويرتبط الكثير من الإصابات الأولى بسوق للمأكولات البحرية في ووهان في جنوب الصين.

ويتعامل الكثير من الناس في الصين عن قرب مع حيوانات حاملة للفيروسات، التي يسهل تفشيها في البلد ذي الكثافة السكانية العالية.

وعلى سبيل المثال، ظهر مرض متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) لأول مرة في الخفافيش، ثم انتقل إلى القطط، ومنها إلى البشر.. وبدأ في الصين عام 2002، وحصد أرواح 774 شخصا من بين 8098 مصابا.

استنفرت معظم دول العالم بما فيها الدول العربية لمواجهة هذا الوباء القاتل بتشديد القيود المفروضة على التنقل والسفر، بهدف كبح انتشار الفيروس، وتعهدت حكومات ببرامج تحفيز اقتصادية بمليارات الدولارات للتقليل من تداعيات الأزمة.

منظمة الصحة العالمية من جهتها اعتبرت أن الصين "على وشك السيطرة" على المرض، مشددة في الوقت ذاته على إمكانية وقفه.

ويبدو أن الصين قد نجحت في كبح جماح هذا الفيروس الهائج بنسبة كبيرة بعد أن سخرت كل طاقاتها وإمكاناتها في سبيل محاربته وإيقاف انتشاره.

مستشفيات صاروخية

أظهرت صور جوية بالأقمار الصناعية، نشرتها السلطات الصينية لعملية البناء "الصاروخية" للمستشفيات ومراكز العلاج في مدينة "ووهان"، مركز تفشي وباء فيروس (كورونا) الجديد.

ويعتبر هذا أول مركز طبي، مبني من الصفر، خصيصا لعلاج المصابين بفيروس (كورونا) الجديد، فيما تم إحضار حوالي 1400 من المسعفين العسكريين من الجيش الصيني، لإدارة المستشفى الجديد، الذي يضم حاويات شحن مجددة ومباني جاهزة.

وافتتحت بعدها هوانغانغ، وهي مدينة تقع بالقرب من "ووهان"، مستشفى مخصص للمصابين كذلك ، بعد تحويل مبنى عادي إلى مركز متخصص.

فرق المكالمات

بعد أن بنت السلطات الصينية مستشفيين في ووهان في فترة قياسية، تم إرسال العاملين في مجال الرعاية الصحية من جميع أنحاء الصين إلى مركز تفشي المرض.

وأطلقت الحكومة جهداً غير مسبوق لتتبع الاتصالات بالحالات المؤكدة؛ ففي ووهان وحدها، تتبع أكثر من 1800 فريق مكون من 5 أشخاص أو أكثر، عشرات الآلاف من المكالمات.

إجراءات قاسية

وشملت إجراءات "التباعد الاجتماعي" الشديدة التي تم تنفيذها في جميع أنحاء البلاد إلغاء الأحداث الرياضية وإغلاق المسارح. ومددت المدارس فترات الراحة التي بدأت في منتصف يناير للعام الجديد.

وأغلقت العديد من الشركات مقراتها، وتم فرض ارتداء قناع كإجراء إجباري على كل فرد يخرج من منزله.

إشارات مرور للبشر

وساعد تطبيقات وبرامج للهواتف المحمولة على تطبيق القيود التي فرضتها الحكومة، لأنهما يسمحان للحكومة بتتبع تحركات الأشخاص وحتى منع الأشخاص الذين لديهم إصابات مؤكدة من السفر.

ويقول عضو بعثة منظمة الصحة غابرييل لونغ، عميد كلية طب لي كا شينغ في جامعة هونغ كونغ: "كل شخص لديه نوع من نظام إشارات المرور"، رموز الألوان على الهواتف المحمولة - التي يشير فيها اللون الأخضر أو الأصفر أو الأحمر إلى الحالة الصحية للشخص - وتسمح للحراس في محطات القطار ونقاط التفتيش الأخرى بمعرفة من يسمح لهم بالدخول.

ويشير غابرييل إلى أنه " نتيجة لكل هذه الإجراءات، فإن الحياة العامة قد تقلصت للغاية"، لكن الإجراءات نجحت.

في النهاية، نادراً ما ينقل الأشخاص المصابون الفيروس إلى أي شخص ما عدا أفراد أسرتهم، كما يقول لونغ، وبمجرد تعرض جميع الأشخاص في شقة أو منزل، لم يكن للفيروس مكان آخر يذهب إليه وانتهت سلاسل انتقال العدوى.

السيطرة على الوباء

يقول لونغ: هكذا تمت السيطرة على الوباء، باختصار، كما يقول، كان هناك مزيج من "التباعد الاجتماعي القديم الجيد والحجر الصحي الذي تم تنفيذه بشكل فعال للغاية بسبب تلك الآلات على الأرض، والتي يسرتها البيانات الضخمة للذكاء الاصطناعي".

استجابة الشعب

على الجانب الآخر كانت استجابة الشعب الصيني عاملاً فاعلاً في السيطرة على الفيروس حيث أشاد تقرير منظمة الصحة العالمية "بالالتزام العميق للشعب الصيني بالعمل الجماعي في مواجهة هذا التهديد المشترك".

وذكرت تقارير محلية أنّ الصينيين المحاصرين في منازلهم، بعد أن داهمتهم الكارثة اشتروا في أسبوع فقط مليار مرة بالبطاقات الائتمانية، وسددوا 100 مليار دولار، وفي حين وصف أحد المراسلين الأجانب مدينة ووهان، التي كانت الأكثر ابتلاء، بأنّ لها مشهداً يشبه نهاية العالم لشدة ما هي مقفرة، نشرت الحكومة صوراً للمدينة الصينية، تُظهر تحفها المعمارية، مضاءة وهي في أبهى حلة، لتقول إنّ الحياة مستمرة رغم الألم.