
مستقبل افغانستان على المحك .. رئيسان ، ومفاوضات، وانسحاب أمريكي
عبد العزيز الحزي
عواصم-سبأ:
تعيش أفغانستان على وقع أزمة سياسية تعصف بها مع إعلان كل من أشرف غني والسياسي عبد الله عبدالله مؤخرا نفسيهما رئيسان للبلاد في صراع على السلطة بين الخصمين اللدودين ليعزز المخاوف حيال الديمقراطية الهشة هناك، مع اقتراب الانسحاب الأمريكي عقب اتفاق مع طالبان.
وأقيم حفل تنصيب غني في القصر الرئاسي بكابول مؤخرا، وأدى اليمين محاطا بأنصاره وبحضور شخصيات سياسية بارزة ودبلوماسيين وكبار المسؤولين الأجانب بمن فيهم المبعوث الأمريكي للبلاد زلماي خليل زاد وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر.
وبعد دقائق وفي جزء آخر من مجمّع القصر الرئاسي الواسع، نصّب عبدالله الذي حضر ببزة رسمية نفسه رئيسا متعهّدا "حماية الاستقلال والسيادة الوطنية وسلامة الأراضي" في أفغانستان.
واثناء حفل التنصيب دوى صوت انفجارين على الأقل بينما كان المئات يحضرون حفل تنصيب غني، ما دفع عددا منهم للفرار.
ولاحقا أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن الانفجارات سببها سقوط أربعة صواريخ في وسط كابول أصابت فندق سيرينا الفخم الواقع قرب القصر الرئاسي.
ولم يفد عن سقوط ضحايا، في حين أعلن المتحدث باسم الوزارة نصرت رحيمي "إصابة شرطي بجروح طفيفة".
وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الإثنين الهجوم، وهو مماثل لاعتداء استهدف غني خلال إلقائه خطابا في أغسطس 2018، أوقع حينها ستة جرحى مدنيين.
وكان المفوضية المستقلة للانتخابات في أفغانستان أعلنت فوز غني بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة التي أجريت العام الماضي، وذلك بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على الاقتراع، مضيفة أن المرشح عبد الله حل ثانيا.
وخسر عبد الله أمام غني أيضا عام 2014 في انتخابات مثيرة للانقسامات شهدت تدخّل الولايات المتحدة لرعاية اتفاق غريب من نوعه لتشارك السلطة بين الخصمين.
ويعتقد الى حد بعيد أنه الامور لم تسر على ما يرام ، وأنه لم تتضح الرؤية حتى الآن من سيكون الشخصية التي ستتفاوض مع طالبان في مسعى لرسم مستقبل أفغانستان.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان اليوم الثلاثاء إن النزاع القائم بين الرئيس الأفغاني أشرف غني ومنافسه السياسي عبد الله عبد الله بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية، تسبب في تأجيل تشكيل فريق للتفاوض مع حركة طالبان.
وقال البيان ،وفق ما أوردته وكالة رويترز، ”الرئيس غني أبلغنا بأنه يجري مشاورات مع الدكتور عبد الله وغيره من الزعماء الأفغان وسيعلن عن تشكيل فريق شمولي خلال الأيام القليلة القادمة. “
وفاقم الصراع على السلطة بين غني وعبدالله رئيس السلطة التنفيذية المنتهية ولايته المخاوف من ضرب الديمقراطية الهشة في أفغانستان في وقت تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد عقب اتفاق أبرمته الشهر الماضي مع طالبان التي تبدو في وضع قوي وصفوفها موحّدة.
ورغم أن الانتخابات جرت في سبتمبر الماضي لكن لم يتم الإعلان عن فوز غني بولاية ثانية إلا الشهر الماضي بعدما تأجّل إعلان النتيجة مرارا وسط اتهامات بتزوير الانتخابات. وأثار الإعلان غضب عبدالله الذي تعهّد بتشكيل حكومته الموازية.
ومن شأن الانقسامات التي تزداد حدّتها بين السياسيين الأفغان أن تقوّي شوكة الحركة المتشددة في المفاوضات المنصوص عليها.
صراع على السلطة
وكان من المقرر بدء المحادثات الأفغانية-الأفغانية الثلاثاء لكن حكومة غني لم تنشر أي تفاصيل حول الفريق المفاوض ولم يتّضح متى يمكن لهذه المفاوضات أن تبدأ.
والإثنين أعلن عبدالله أنه سيوفد فريقا خاصا به للمحادثات مع طالبان...وقال "سيكون إيجاد توافق سياسي وتشكيل فريق للتفاوض من أولى أولويات حكومتنا".
ويرجّح خبراء أن يؤثر النزاع الداخلي على الحكومة التي تواجه ضغوطا في الوقت الحالي بعدما استُثنيت من مفاوضات الدوحة التي تم خلالها التوصل إلى الاتفاق بين واشنطن وطالبان.
وينصّ الاتفاق الذي تم توقيعه في قطر على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا مقابل تقديم طالبان التزامات أمنية عدّة والتعهّد بعقد محادثات مع كابول.
وذكر المحلل السياسي عطا نوري أن السجال "سيكون له تأثير بالغ على موقف الحكومة في المحادثات الأفغانية الداخلية المقبلة".
وقال ،وفق ما نقتله وكالة الصحافة الفرنسية، إن "الوحدة هي السبيل الوحيد (للمضي قدما) إذا كانوا يرغبون بالفوز على طاولة المفاوضات".