سمير الكارتي فنان يرسم صمود اليمنيين بريشته وألوانه الصغيرة


https://www.saba.ye/ar/news3089358.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
سمير الكارتي فنان يرسم صمود اليمنيين بريشته وألوانه الصغيرة
[01/ مارس/2020]

صنعاء - سبأ:

مروان السياغي

تصر الريشة مع ألوانها المختلفة ، أن ترسم صمود اليمنيين أمام همجية عدوان يحاول وأد السعادة - الهبة الأزلية لمنبع العروبة (اليمن السعيد) - تنطق لوحاتها المعلقة على جدران المعارض سخرية من أفعال العدوان وشخصياته ومرتزقته وأذياله ، قائلة : "لن تستطيعوا كسرنا ".

الفنان سمير الكارتي رسام تشكيلي يمني من جيل الشباب , أغرق صالة جاليري صنعاء بأكثر من 50 لوحة فنية ، في معرضه الاول باليمن "الوان صغيرة في مواجهة العدوان" و الذي استمر خلال الفترة من 22-29 فبراير المنصرم، توزعت لوحات المعرض بين الرسم الكاريكاتيري واللوحات التشكيلية ورسوم الأطفال.

وفي افتتاح المعرض أكد وزير الثقافة عبد الله الكبسي أن ما نشاهده في معرض الكارتي هو تعبير عن المكنون والمخزون الذي بداخل الانسان اليمني وخاصة منهم الأطفال , حيث يشرح هذا المعرض من خلال لوحاته الكاريكاتيرية المتنوعة المعاناة التي عاناها الاطفال اثناء العدوان والقصف البربري والوحشي الذي تعرضت له مختلف مناطق اليمن , وكيف استطاع اطفال اليمن رغم القصف والعدوان الصمود والاستمرار ومواصلة التعليم .

وحول فكرة المعرض يقول الفنان سمير الكارتي :" تولدت الفكرة عندي كإحساس وطني وقومي ، بلدي اليمن يتعرض للقصف والحصار والحرب والدمار، فلابد لريشتي أن تساهم في المقاومة والدفاع ؛ فتوجهت إلى الأستاذ حكيم العاقل وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون التشكيلية ، وأخبرته عن عزمي لإقامة معرض شخصي يصور بشاعة العدوان و بربريته التي استهدفت كل شيء جميل في اليمن ، كانت موافقة الوكيل سريعة وتم تجهيز 50 لوحة خلال أسبوع واحد بدعم من صندوق التراث".

بالأبيض والأسود وبحضور الكاريكاتير الساخر، ابتدأ الكارتي معرضه الشخصي ، طارحاً صوراً كاشفة لكل سوءات قيادات العدوان الخليجية ( السعودية والإماراتية)، وبرع الفنان في تجسيم نتوءات الارتهان والعمالة على ملامح تلك الشخصيات المجرمة ، مشيراً إلى أن صورة العميل المعتدي تظل مرسومة ومحفورة في ذاكرة الشعوب بأنه إنسان عاري من كل القيم والأخلاق ومطية لتحقيق مصالح أسياده من الامريكيين واليهود.

وعلى نفس الخط الساخر يقدم الكارتي لوحات ورسوم ساخرة للخونة والمرتزقة والذين هم في درك أسفل تشتد فيه السخرية و الازدراء فهم مسوخ وأشباه يستخدمهم العملاء لتدمير أوطانهم وتسهيل احتلالها واغتصابها.

وفي هذا الصدد يقول الكارتي :" اخترت شخصية الشيطان المقرن للفار هادي ؛ لهول ما ارتكبه من إباحته للغير بتسعير الارض اليمنية بالنار والدم ؛ فالشيطان عمله تغذية الجحيم وهادي سلك مسلكه في إضرام النار في كل اطراف اليمن".

وفي الجزء الثاني من المعرض يتبدى اللون؛ فترتوي العيون قليلاً، لكنها سريعاً ما تذرف مائها، بعد أن قام الفنان سمير الكارتي بعرض صوراً لبراءة الطفولة اليمنية وهي في إتحاد تام مع حمامات السلام، قبل أن يعتدي المعتدون على الاطفال ويقتلون الحمام ويعدمون كل حلم جميل لأطفال اليمن.

ثمة ارتباط وثيق ما بين الكارتي والطفولة ؛ فهذا الفنان الذي بدأ الرسم وهو في الثالثة من عمره من خلال إعادته لرسم شخصيات الاطفال المصورة على عبوات البفك والشوكلاتة والبسكويت ، يُفرد في معرضه الشخصي صوراً ولوحات ملونة للأطفال وكأنه يقول :" لازلت معكم وفي حياتكم...".

وفي إبداع يسابق الخيال أوضح الكارتي لموقع سبأ نت .. أنه سيقوم بتوجيه دعوة لشخصيات الكرتون الشهيرة مثل عدنان ولينا وعبقرينو وكعبول وتوم وجيري وغيرهم ؛ لزيارة اليمن  والوقوف على الدمار والخراب الذي سببه العدوان للبنية التحتية واستهداف كل المقدرات في اليمن.

مضيفاً القول:" سيأتي هؤلاء الابطال من الرسوم المتحركة وشخصيات الكرتون إلى صنعاء وسيبدون استنكارهم ورفضهم للأفعال الوحشية التي ارتكبها العدوان بحق الطفولة في اليمن".
ويتابع :" سنصطحب هذه الشخصيات إلى الاماكن الجميلة والسياحية في بلادنا، وسنجعلهم يأكلون العصيد ويلبسون الزي الشعبي ( الثوب والجنبيه).
ويستدرك الكارتي الحديث قائلاً :" طبعاً كل هذا سيحدث في الورش التدريبية التي سأنفذها على هامش معرض الوان صغيرة ليتعلم الاطفال الرسم والتشكيل ونفث الالوان".