في خطوة غير مسبوقة.. حكومة الوفاق تدعو أمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا


https://www.saba.ye/ar/news3088894.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
 في خطوة غير مسبوقة.. حكومة الوفاق تدعو أمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا
[25/ فبراير/2020]

طرابلس- سبأ:

في فصل جديد وخطوة غير مسبوقة تثير الانتقاد، دعت حكومة الوفاق في ليبيا برئاسة فائز السراج على لسان وزير داخليتها فتحي باشاغا، الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، بزعم مواجهة نفوذ الدول الأجنبية المتزايد في أفريقيا.

وقال باشاغا، في تصريح لـوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، إن حكومته "اقترحت استضافة قاعدة بعد أن وضع وزير الدفاع مارك إسبير خططا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا، وإعادة تركيز عمليات النشر عالميا على مواجهة روسيا والصين".

وأوضح أن "إعادة الانتشار ليست واضحة بالنسبة لنا، لكننا نأمل أن تشمل ليبيا حتى لا تترك مساحة يمكن أن تستغلها الدول الأجنبية الأخرى"، وأضاف "إذا طلبت الولايات المتحدة إقامة قاعدة، فنحن لن نمانع، لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والحد من التدخلات الخارجية"، لافتا إلى أن "القاعدة ستؤدي إلى الاستقرار في المنطقة".

وأشار وزير الداخلية الليبي التابع للوفاق، إلى أن "دعم روسيا لقوات القيادة العامة جزء من استراتيجية أوسع"، قائلا: "الروس ليسوا في ليبيا فقط من أجل حفتر، فلديهم استراتيجية أوسع في ليبيا وأفريقيا".

  ونوه الى  أن "أهمية ليبيا في البحر المتوسط من حيث امتلاكها ثروة نفطية وساحلا يبلغ طوله 1900 كيلومتر وموانئ، تتيح لروسيا أن تنظر إليها كبوابة لأفريقيا".

واعتبر متابعون للشأن الليبي أنّ هذا الطلب "خطير" ومن شأنه أن يجعل من ليبيا منطقة صراع نفوذ وسيجر البلد الى صراع قد يستمر لسنوات.

ونوه المتابعون الى أن  الميليشيات في طرابلس، وجماعة الإخوان التي تسيطر على  حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج  يسعون إلى استغلال التناقضات بين القوى الدولية المتداخلة مع الأزمة الليبية لضمان بقائهم لفترة أطول في المشهد السياسي.

وقال المحلل السياسي الليبي محمد الورفلي  إنّ ”هذه الدعوة تكشف انتهازية حكومة الوفاق التي ضاق عليها الحصار دوليا خصوصا بعد مؤتمر برلين والدعوة إلى الكف عن تزويد أطراف الصراع بالعتاد العسكري والمساعدات اللوجستية، غير أنّ هذه الحكومة مستمرة في نهج الاستقواء بالأجنبي خدمة لمصالحها وسعيا إلى البقاء في الحكم بكل السبل“، وفق تعبيره.

 وأضاف الورفلي أن ”الميليشيات التابعة لهذه الحكومة والمنتشرة في طرابلس، ومن ورائها تنظيم الإخوان المسلمين، تسعى إلى استغلال التناقضات بين القوى الدولية المتداخلة مع الأزمة الليبية لضمان بقائها لفترة أطول في المشهد السياسي“، بحسب تقديره.

 وبحسب الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والأكاديمية، محمد عز العرب، في تصريح لقناة "الغد" فإن هذا الطلب له أبعاد عدة داخلية وخارجية، منها ما يتعلق بحكومة الوفاق، ومنها ما يتعلق بالداخل الأمريكي.

واعتبر الدكتور عز العرب أن حكومة الوفاق تريد البقاء والسيطرة على الجزء الغربي من ليبيا في سياقات مختلفة، السياق الأول هو "محاولة استعادة الوجود الأمريكي داخل ليبيا، خصوصا أنه لا يوجد استراتجية أمريكية سواء في إدارة الرئيس السابق أوباما أو إدارة الرئيس دونالد ترامب حول الوجود الأمريكي في ليبيا، خصوصا بعد عملية اغتيال السفير الأمريكي في بنغازي، ما شكل مخاوف أمريكية في الوجود في ليبيا".

 وقال عز العرب أن "رغبة حكومة الوفاق استدعاء القوى الدولية والإقليمية، لأنه لا يمكن الرهان على خيار واحد، وحينما قال مستشار فايز السراج، بأنه لم يتم تلبية حكومة الوفاق باستثناء جانب تركيا، هناك نداء يوجه للولايات المتحدة بهدذه الحاله.

وبشأن مدى استجاب الجانب الأمريكية السريعة لدعوة وزير الداخلية الليبي بحكومة الوفاق، يقول ماك شرقاوي، الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي لـوكالة أنباء"سبوتنيك"، إن الولايات المتحدة الأمريكية موجودة بالفعل في الملف الليبي، ولها قوات على الأرض نفذت العديد من العمليات التي استهدفت عناصر إرهابية من القاعدة وداعش.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تارة مع الجانب الغربي وحكومة الوفاق، وأخرى مع الجانب الشرقي والمشير خليفة حفتر، وأن مثل هذه المبادرة من الجانب الغربي هي محاولة بائسة من حكومة السراج، لا يمكن أن تثير لعاب الجانب الأمريكي.

ويرى أن رهان حكومة الوفاق على الرئيس التركي كان خاسرا، وأن المبادرة هي بمثابة الغريق الذي يتمسك بقشة في الوقت الراهن.

وشدد على أن السياسة الخارجية الأمريكية لها خطواتها المدروسة تجاه الملف الليبي بشكل جيد، وتعرف أن حكومة الوفاق لا تمثل سوى 5% من الشعب الليبي، ما يؤكد أن مثل هذه المبادرة لن تؤثر على موقف أو قرار الولايات المتحدة التي تعتمد على استراتيجيات مدروسة.

وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قد أعلن في يناير الماضي، أن الولايات المتحدة لن تسحب جميع قواتها من إفريقيا، لكنها تريد إعادة النظر في استراتيجيتها ووضع مواجهة روسيا والصين على رأسها.

من جانبه استبعد الكاتب والمحلل السياسي نصير العمري، استجابة الإدراة الأمريكية لدعوات إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في ليبيا، لأن سياسة الرئيس ترامب هي بقاء واشنطن خارج الصراعات خاصة في منطقة ملتهبة مثل ليبيا.

وأوضح العمري في حديثه لبرنامج "عالم سبوتنيك"، أن "الولايات المتحدة لها مصالح في أفريقيا وربما يكون هناك تنسيق عسكري مع ليبيا، لكن حكومة الوفاق تتوقع من الولايات المتحدة أن تكون متواجدة كي توازن الوجود الروسي وهذا يتطلب قرارا سياسيا وعسكريا بالتدخل في ليبيا".

وأضاف: "هناك تجارب مريرة للولايات المتحدة في ليبيا بأحداث بنغازي لذلك لن يكون هناك حماسة كبيرة لتدخل عسكري على الرغم من أهمية ليبيا".

وأشار إلى أن "هذه الدعوات تعكس ما يحصل في ليبيا ورغبة حكومة الوفاق في موازنة الوجود الروسي ووجود حلفاء لأمريكا يقاتلون إلى جانب قوات حفتر".

من جانبه أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، رفض الجيش لإنشاء أي قواعد عسكرية أو وجود أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية.

وأضاف المسماري "سيكون للجيش موقف ضد باشاغا لاستدعاء قوات أجنبية لحمايته وحماية حكومة الوفاق."

وقال المسماري، إن باشاغا حاول خلال الأسبوعين الماضيين، الظهور بـ"مظهر الرجل القوي" في طرابلس، والقادر على تحقيق السلام والأمن على حساب "المليشيات"، مضيفا أنه في حال كان باشاغا صادقا في حل المليشيات، فعليه أن يبدأ بمليشيات مصراتة المتطرفة التي تسيطر على مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية لللنفط."