جهود فاعلة لتحسين مصادر مياه الشرب بالمحويت


https://www.saba.ye/ar/news3088153.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
جهود فاعلة لتحسين مصادر مياه الشرب بالمحويت
[18/ فبراير/2020]

المحويت- سبأ: جميل القشم

انتشر في محافظة المحويت عدد من الأمراض والأوبئة جراء تداعيات العدوان والحصار وأبرزها الكوليرا رغم الجهود الواسعة لمكافحة مسببات ومصادر الوباء.

وتعرضت عدد من مديريات المحويت لمخاطر انتشار الوباء سيما في المجتمعات التي تعيش أوضاعاً صعبة وتعتمد علی مصادر مياه شرب متعددة تشكل بيئة حاضنة وسهلة لتسلل الأوبئة خصوصاً في الأرياف.

وزارة المياه والبيئة نفذت وما تزال حملات ميدانية للتوعية بأسباب المرض ووسائل الوقاية منه والوصول إلی مصادر المياه في المناطق التي يتركز فيها وباء الكوليرا لمعالجتها والحد من مخاطرها.

إذ نفذ فرع الهيئة العامة للموارد المائية خلال العام المنصرم خمسة آلاف و27 متابعة اشتراطات لتحسين مصادر المياه ضمن مشروع مراقبة جودة المياه الممول من منظمة اليونيسف الهادف إلى الزام مالكي منشآت المياه بتطبيق الإجراءات والمعايير الوقائية المتبعة لسلامة مياه الشرب بما يضمن تحسين مصادر المياه وخلوها من التلوث.

وشملت المتابعات ألفين و821 منشأة ومصدراً مائياً توزعت علی آبار ومحطات تحلية ونقاط بيع، ووايتات وخزانات سبيل وخزانات المنازل والمدارس والمطاعم والمراكز الصحية والمستشفيات.

وتكمن أهمية مشروع مراقبة جودة المياه في إجراء فحوص بيولوجية واختبارات صحية للمنشآت والمصادر المتعددة لاستخدامات المياه للتأكد من مدی سلامتها في ظل انتشار الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا من أجل الحفاظ علی صحة المجتمع.

الوضع الوبائي :

كشف مكتب الصحة بمحافظة المحويت في تقريره السنوي لعام 2019م عن وفاة 37 شخصاً وإصابة أكثر من 32 ألفاً و780 آخرين بالكوليرا رغم الجهود المبذولة لمواجهة الوباء والقضاء عليه .

وفي إطار الجهود المتواصلة لمعالجة مصادر المياه المتعددة تم تنفيذ إجراءات وتدابير مكثفة للقضاء علی الكوليرا في مناطق محافظة المحويت التي سجلت انتشاراً متزايدًا للمرض خلال العامين الماضيين، كما تتواصل حملة الرقابة علی مياه الشرب منذ منتصف ديسمبر 2018 م، في ظل دعم قيادة المحافظة من أجل استمرار أعمال المشروع وتعزيز الدعم للحصول علی نتائج ايجابية لتطبيق الشروط المتبعة في جودة المياه عبر مختلف منافذ بيعها واستخدامها.

 فرع الهيئة العامة للموارد المائية عبر مشروع مراقبة الجودة المائية رصد ألفاً و120 تلوثاً في منشآت الآبار والمحطات ونقاط البيع وخزانات السبيل والمنشآت المائية بواقع ألفين و7 فحوصات مخبرية بالعينة، كما رصد 403 تلوثات من خلال المسح المجتمعي للمنازل والمدارس والمطاعم والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها بواقع 584 عينة مخبرية تشخيصية.

وحسب إحصائيات المشروع للعام المنصرم  تم قياس عدد من مصادر المياه  للتأكد من سلامتها، حيث تبين خلو 590 خزان سبيل و528 وايت مياه من الكلورة، كما تم رصد عمليات كلورة لعدد 135 في كل منهما.

وكشفت الإحصائيات سلامة ألف و102 منشأة ومصدر مائي من التلوث كونها ملتزمة بطرق الوقاية الصحية والاستجابة المجتمعية لإجراءات السلامة والحفاظ علی جودة وسلامة المياه.

 مدير فرع الهيئة العامة للموارد المائية بالمحافظة المهندس عياش التالبي أكد الحرص علی تعزيز جهود ومهام الرقابة الميدانية لكافة مصادر واستخدامات مياه الشرب للتأكد من مدی صلاحيتها وتعميم الاشتراطات البيئية والصحية لتحسينها حفاظاً علی صحة المجتمع.

وأوضح أن المشروع يستهدف من خلال خمس فرق عمل مديريات شبام كوكبان، الطويلة، الرجم، الخبت ومديرية المحويت ومركز المحافظة وتكمن أهميته في المراقبة الدورية لمنشآت مياه الشرب ومتابعة التصحيحات المتعلقة بجودتها وفقاً للمواصفات والمقاييس المطابقة والتحقق من مدی تعقيمها بالكلور في منشآت ومصادر بيعها.

ونوه التالبي إلى أهمية المشروع لتعزيز قاعدة بيانات برنامج مراقبة جودة المياه بما يسهم في التخفيف من معاناة المواطنين في ظل العدوان والحصار من خلال توفير مياه مأمونة خالية من التلوث..لافتاً إلی ضرورة تقييم جودة مصادر مياه الشرب من الناحية الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية والعمل على تأهيل المصادر غير المطابقة للمواصفات والمقاييس.

وشدد على أهمية التزام ملاك المنشآت ومصادر بيع المياه بتطبيق الطرق والتدابير الوقائية لضمان نجاح وتحقيق أهداف المشروع .

وأشاد بجهود قيادة المحافظة في التعاون والتنسيق لتذليل مهام فرق العمل الميدانية وتسهيل وصولها لكافة مصادر المياه وتنفيذ الإجراءات بحق المخالفين.. مثمناً دور قيادتي وزارة المياه والهيئة العامة للموارد المائية واستمرار دعم منظمة اليونيسف.

بدوره تطرق مدير المشروع باسم المطري إلی آلية عمل الفرق الميدانية في حصر وتقييم منشآت ومصادر المياه بالاستمارات الخاصة وعمل فحوصات بيولوجية بالعينة للتأكد من معايير السلامة الصحية وتدوين الملاحظات والاشتراطات ومن ثم متابعة اشعار وتوعية ملاكها بضرورة تصحيح أوضاع المياه وتنفيذ الإجراءات المطلوبة.

وأشار إلى بعض الصعوبات التي تواجه سير عمل الفرق الميدانية في عدم استجابة والتزام البعض من مالكي الآبار بإجراءات تطبيق معايير استخدامات مياه الشرب، مؤكداً أهمية تضافر جهود الجميع لتحسين مصادر المياه والقضاء علی آثار الأوبئة.

وفي ظل الجهود الرسمية والمجتمعية لإنجاح مشروع مراقبة جودة المياه والحصول على مياه نظيفة يبقى الأمل مرهوناً بتفاعل الجميع والعمل بروح الفريق الواحد من أجل توفير بيئة صحية ومصادر مياه صالحة للشرب خالية من الأضرار وآثار التلوث.