ما بعد سليماني..سيناريوهات التهدئة والتصعيد بين طهران وواشنطن


https://www.saba.ye/ar/news3084307.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
ما بعد سليماني..سيناريوهات التهدئة والتصعيد بين طهران وواشنطن
[09/ يناير/2020]

عبد العزيز الحزي

عواصم - سبأ : ردا على الضربات الإيرانية الموجعة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطاب مهزوز لا يرقي الى مستوى الحدث، كما ليس على المستوى الرفيع الذي يليق برئيس دوله كبرى، متعهدا في بداية خطابه أنه لن يسمح بامتلاك إيران للسلاح النووي مادام رئيسا للولايات المتحدة وذلك في تبن واضح لمواقف الكيان الإسرائيلي تجاه إيران.

ودعا ترامب في خطابه القوى الكبرى وفي مقدمها الأوروبيون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع إيران والعمل على اتفاق جديد، داعيا حلف شمال الأطلسي إلى الحضور "في شكل أكبر" في الشرق الأوسط.

وقال "علينا جميعا العمل سويا نحو إبرام اتفاق مع إيران يجعل العالم أكثر أمنا وأكثر سلما".

وفي نفس السياق أعلن ترامب فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران قائلا "ردا على العدوان الإيراني، ستفرض الولايات المتحدة فورا عقوبات اقتصادية إضافية على النظام الايراني".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إن إيران "تخفف من حدة موقفها على ما يبدو" بعد الضربات الصاروخية الإيرانية على قواعد يتمركز فيها جنود أمريكيون في العراق لم تسفر عن أي إصابات في صفوف الأمريكيين أو العراقيين /على حد قوله/.

وأكد ترامب الأربعاء في كلمته، أنه لم يصب أي أمريكي في الضربات الإيرانية التي استهدفت قواعد عسكرية يوجد فيها جنود أمريكيون في العراق. وردا على هذه الضربات أعلن ترامب فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.

وقال ترامب "لم يصب أمريكيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني... لم نتعرض لأي خسائر".

وتابع "ومع ذلك فإن امتلاكنا لهذا العتاد والجيش العظيم لا يعني بالضرورة استخدامه. لا نرغب في استخدامه. القوة الأمريكية العسكرية والاقتصادية هي أفضل رادع".

واستهدفت إيران، فجر أمس الثلاثاء ، قاعدتي "عين الأسد" "واربيل" الأمريكيتين في العراق وذلك ردًا على جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني .

واعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي " أن ما حدث الليلة الماضية كان مجرد "صفعة على وجه" أمريكا.

وأضاف خامنئي في كلمه بثها التلفزيون الإيراني أن على "القوات الأمريكية مغادرة المنطقة فورا"، قائلا: إن "الوجود الأمريكي مصدر الفساد في المنطقة".

وجاء استهداف قاعدة عين الأسد راد على ماوصفته إيران سابقاً على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بـ" المغامرة الأمريكية المارقة" باستهداف قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني ،ونائب هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وعدد من مسؤولي الحشد الشعبي العراقي في غارة أمريكية نفّذتها طائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي.

وسابقا كان ترامب، قد خطا خطوة أخرى نحو التصعيد، عندما توعد السبت 4 يناير، بضرب 52 موقعا إيرانيا "بسرعة وقوة"، إذا هاجمت طهران أهدافا أمريكية، رداً على قتل واشنطن لسليماني.

وفي تغريدة له على تويتر، أشار ترامب إلى أن المواقع الإيرانية الـ52 التي حددتها أمريكا، بعضها "على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران، وللثقافة الإيرانية، وإن تلك الأهداف بإيران ذاتها"، قائلا إن الأهداف الاثنين والخمسين تمثل 52 أمريكياً، احتُجزوا رهائن في إيران بالسفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

وجاء تهديد ترامب بضرب هذه الأهداف الإيرانية، بعد ساعات من تهديدات مماثلة، صدرت عن القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، غلام علي أبو حمزة، الذي قال إن طهران، حددت عشرات الأهداف الأمريكية في المنطقة، متوعداً بمحاسبة الأمريكيين على قتلهم سليماني.

وفي تقرير لها قالت وكالة رويترز، إن إشارة ترامب إلى أن الولايات المتحدة، قد تضرب أهدافا لها أهمية في الثقافة الإيرانية، أثارت دهشة البعض، ونقلت في هذا السياق تغريدة كولين كال، المسؤول السابق بفريق الأمن القومي، في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على تويتر، والتي قال فيها إنه "وجد صعوبة في تصديق أن وزارة الدفاع الأمريكية ستزود ترامب بخيارات للاستهداف تشمل مواقع ثقافية إيرانية. قد لا يهتم ترامب بقوانين الحرب لكن المخططين في وزارة الدفاع والمحامين يهتمون...واستهداف مواقع ثقافية جريمة حرب".

وعلى الجانب الآخر أيضا، ربما لا تبدو الولايات المتحدة راغبة، من وجهة نظر المراقبين، في الدخول في مواجهة مفتوحة، طويلة الأمد مع طهران، خشية تداعيات مواجهة من هذا القبيل، على وضع الرئيس الأمريكي الذي يسعى لانتخابه لولاية ثانية، وامكانية أن تؤدي أي انتكاسة، لعرقلة مساعيه في هذا الاتجاه.

وكان لافتا ما كشفه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ، الجنرال علي فدوي، من مضمون لرسالة أمريكية، حملها السفير السويسري لدى إيران ، في أعقاب اغتيال سليماني. وقال فدوي: "الأمريكيون أرسلوا لنا رسالة صباح أمس الجمعة وبطريقة دبلوماسية، وقالوا إن أردتم الانتقام فلتنتقموا بما يناسب عملنا".

وسعت العديد من دول العالم الكبرى، لتخفيف التوتر وتفادي إمكانية وقوع حرب جديدة في الشرق الأوسط، فقد دعا دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني، جميع الأطراف إلى السعي للتهدئة، مؤكدا أن اندلاع مزيد من الصراع ليس في مصلحة أي أحد، في وقت بحث فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت الرابع من يناير، الموقف في المنطقة مع كل من الرئيس العراقي برهم صالح، وقال مكتب ماكرون إن الرئيسين الفرنسي والعراقي، سيظلان على تواصل لمحاولة منع مزيد من التصعيد، في العراق والمنطقة.

من جانبه شدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على الحاجة إلى احتواء التصعيد، بعد مقتل سليماني، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بوريل، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، السبت الرابع من يناير، وكتب بوريل على حسابه على موقع تويتر أنه بحث مع ظريف، التطورات الأخيرة، و"شدد على الحاجة إلى إظهار ضبط النفس وتجنب أي تصعيد جديد".

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فجر الجمعة 3 يناير ، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، أسفرت عن مقتل سليماني، والمهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وآخرين، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال.