حي ''الرباط'' والفاجعة


https://www.saba.ye/ar/news537316.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
حي ''الرباط'' والفاجعة
[26/ مايو/2019]
div style="text-align: justify;">صنعاء - سبأ: أنس القاضي
في ومضة غارة ظلامية اصبح رجل في الاربعين من عُمره وحيداً فَقد أسرته المكونة من ستة أشخاص، وطفلة فتحت عيونها بثقل لتجد أنفسها في يد أحد المسعفين، وآخر فقدَ اثنان من أبنائه وجريح مع والديه، ليست هذه كل مآسي المجزرة حي الرباط فالحزن والجراح والفجيعة عمت حيا كاملاً.


 



(المسعفون ينتشلون أحد الأطفال الضحايا)



تهافت الأهالي ينقذون الجرحى، وينبشون الركام، شاهدوا أجسام ممزقة، رجال ونساء يمشون والدماء تقطر منهم، تخالطت دموع المسعفين بهتافاتهم تارة "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، وطوراً "الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل"، وبالدعاء على المجرمين الذين لم يلقوا بالاً لحرمة الشهر الفضيل والدم المعصوم.
 فيما الحزن والصمت المميت التي تخالطه حشرجات البكاء ظل مخيماً على أهالي الحي الذين لم يذوقوا الافطار ذلك اليوم ولم يستطيبوا النوم لأيام تالية.


 



(أحد أهالي الرباط الجرحى)


 في صبيحة يوم الخميس الماضي العاشر من رمضان، السادس عشر من مايو/ أيار، شن طيران العدوان السعودي الأمريكي غارة على حي الرباط السَكني المعروف بازدحامه بالسُكان، استهدف منازل المواطنين، وراح ضحية الغارة سبعة شهداء، وأكثر من ستون جريحاً. بينهم أُسرة كاملة لم يتبقى منها إلا رجل.
فيما أعلنت السفارة الروسية في اليمن، إصابة مواطنة روسية وابنتها جراء قصف التحالف على حي سكني في العاصمة صنعاء.


 



(جانب من حي الرباط بعد قصف الطائرات الأمريكية السعودية)



رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين وكلفة المقاومة
من بين الأسر التي استهدفتها الغارة أُسرة الزميل عبد الله صبري رئيس إتحاد الاعلاميين اليمنيين الصحفي والسياسي المعروف الذي كان سابقاً رئيس تحرير صحيفة حزب اتحاد القوى الشعبية (اليمني)، وقد فقد الأخ عبد الله صبري ولديه "حسن" 17عاماً و"لؤي" الذي استشهد لاحقاً متأثراً بجراحه.
كان المنزل الذي يستأجره عبد الله صبري أحد المنازل الرئيسية المستهدفة في الغارة العدوانية، وقد اصيب صبري بكسور في الساق، وجرح والده ووالدته، ونجت زوجته وأطفاله الصغار "صبري" و"نشأت".


 



 (عبد لله صبري رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين)



وعقب استهدافه أعتبر صبري، بأن استهداف منزله ومقر وزارة الإعلام، رسالة لكل الإعلاميين الأحرار الذين ساندوا ووقفوا إلى جانب شعبهم وقضيتهم ووطنهم، ونقلوا انتصارات الجيش واللجان الشَعبية إلى كُل العالم، مُشيراً إلى أن هناك ما يقارب 200 شهيد من العاملين في مجال الاعلام الوطني الحربي والمدني.
 مؤكداً بأن رسالة الاعلام الوطني وصلت وبأن لها فاعلية هزت أركان التحالف الاجرامي الذي وقف عاجزاً أمام إعلام الحقيقة.
ووجه صبري رسالة لزملاء الإعلاميين أن يستمروا في فضح جرائم العدوان وفي مواكبة انتصارات الجيش واللجان الشَعبية والصمود الشَعبي، وكذا القيام بأدوار التوعية ونقل الحقائق.





 


أحد سُكان الحي يروي قصة ذلك اليوم:
يروي عمار الاصبحي فاجعة حي الرباط قائلاً:
هكذا عشت تفاصيل الجريمة البشعة صباح ذلك اليوم، كنتُ اسمع تحليق للطيران، وانفجارات بعيدة، بدأت أحاول أن أنام، سمعت تحليق لطيران قريب، النوافذ والأبواب كانت ترتعش من شدة الضغط، ربما لحظة إطلاق الصاروخ ودوي سقوطه المتسارع وهوَ يقترب أغمضت ووضعت اصابعي في أذاني، منتظراً سقوطه على العمارة التي أسكنها مستسلما للقدر العبثي. فتحت عيوني ونهضت ال أُسرة كلها استيقظت تصرخ، الأطفال يصرخون، العمارة كلها، الحارة تضج برعب، زجاج النوافذ تهشمت والقمرية التي فوق رأسي سقطت وباب البيت فتح، الانفجار كان على بعد أمتار، مبنى شعبي لأحد المعاقين سقط بكل من فيه، أُسرة كاملة صارت تحت الركام، وعدد من المنازل المجاورة تضررت بكل كبير، وسقوط عشرات الجرحى، خرج الناس رغم هول الفاجعة وهبوا من كل مكان للإسعاف وإنقاذ من نجى، هذا ما قام به طيران التحالف الإجرامي بكل زهو، واللعنة والخزي على كل من يبرر قتلنا.



 



(المواطن احمد شرف السلمي فقد كل أسرته المكونة من ستة أشخص. )


تحالف العدوان يؤكد مسؤوليته عن المجزرة ويحاول الإفلات!
في صبيحة ذلك اليوم، أعلن تحالف العدوان مسؤوليته عن الغارات عبر بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أفاد فيه:
 "بشن غارات نوعية على مواقع الميليشيات الحوثية في اليمن من ضمنها صنعاء"، على حد وصفه، وأكد التحالف أن غاراته "تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية" وتضمن بيان التحالف العدواني الذي أصدره في وقت لاحق أن الضربات الجوية جاءت بناء على "معلومات عسكرية واستخبارية" بأنها "تشتمل على قواعد ومنشآت عسكرية ومخازن أسلحة وذخيرة".
 وهوَ ما يُعد إعترافاً صريحاً من قبل تحالف العدوان عن هذه المجزرة، إلا أن التحالف العدواني عاد وتنكر عن قيامه بالجريمة كما هي عادته في كل مرة. حيث خرج المتحدث باسم تحالف العدوان العقيد الركن تركي المالكي، وقال "إن قيادة القوات المشتركة أحالت إحدى نتائج القصف الذي نفّذ في صنعاء لفريق تقييم الحوادث للنظر باحتمال وجود حادث عرضي".
وأضاف الناطق العسكري لتحالف العدوان" أن قيادة القوات المشتركة للتحالف استكملت مراجعة إجراءات ما بعد العمل للعمليات المنفذة بمنطقة العمليات، ليوم الخميس 16 مايو 2019". وجدير بالذكر أن تحالف العدوان أحبط سابقاً أكثر من دعوة محلية وتوصية دولية بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في جرائم الجرب المرتكبة في اليمن.







 





(جانب من منازل المواطنين التي استهدفت)



لاقت جريمة تحالف العدوان سخطاً وإدانات واسعة تلقت وكالة الأنباء اليمنية سبأ نسخاً من هذه البيانات:
وزارة حقوق الانسان عبرت في بيان لها عن "ادانتها البالغة بأشد العبارات للجريمة الآثمة التي اقدم عليها طيران تحالف العدوان الذي تقوده السعودية بتوجيه غارة جوية مباشرة على حي الرقاص صباح يوم الخميس الموافق 16 مايو 2019م ".
أكدت الوزارة "أن توجيه الهجمات المباشرة صوب الأحياء السكنية يعد جريمة من جرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة الجنائية الدولية لكل من شارك في ارتكابها بشكل مباشر أو غير مباشر".
كما حملت الوزارة "المسؤولية القانونية والجنائية لكل قيادات دول تحالف العدوان ولكل من زود وخطط وشارك وبرر هذه الجريمة أو أي جريمة أخرى. وكذلك "كافة الدول التي تزود تحالف العدوان بالسلاح وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا".
 








(أحد الجرحى المسنين من أبناء حي الرباط)


المكتب السياسي لأنصار الله أدان "بشدة الجريمة المروعة التي ارتكبها طيران العدوان صباح اليوم والذي استهدف حيا سكنيا في شارع الرقاص بالعاصمة صنعاء"، واعتبر "استهداف العدوان لوزارة الإعلام ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين تعديا سافرا على المؤسسات الإعلامية"، وبأنه "محاولة بائسة لإسكات الصوت الرافض للعدوان".
وأكد المكتب السياسي ان "الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان اليوم دليل عجز وفشل وتخبط"، محذرا من ان "الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي أمام التغطرس والإجرام الأمريكي السعودي".
 









(طفلة ناجية من المجزرة تفتح عيونها بصعوبة في يد أحد المسعفين)



من جهته اصدر اتحاد الإعلاميين اليمنيين بيان تنديد بالغارات، معتبرا استهداف العدوان لمنزل رئيس الاتحاد وهو شخصية اعلامية مدنية تصعيدا خطيرا ومقلقا يتنافى مع مفاهيم ومبادىء القانون الدولية الذي يجرم استهداف الاعلاميين والاحياء المدنية.
وبدورها رابطة علماء اليمن اكدت ان قصف المدن والأحياء السكنية جريمة ضد الإنسانية وتعبير عن مدى الاستهتار والاستهانة بدماء الأبرياء، واشارت الى انه لولا الدعم والضوء الأخضر الأمريكي لما تجرأ النظامان السعودي والإماراتي على إطلاق صاروخ واحد ضد الشعب اليمني.

سبأ