إيران تدير أزمتها مع أمريكا بصبر وتقترب من تجاوزها


https://www.saba.ye/ar/news536920.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
إيران تدير أزمتها مع أمريكا بصبر وتقترب من تجاوزها
[22/ مايو/2019]
div style="text-align: justify;">تقرير : محمد علي الديلمي
 عواصم / سبأ :

أدارت إيران أزمتها مع أمريكا بصبر وتؤدة, وبخبرة تراكمية امتدت لعقود منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي, بعد أن لوح الشرطي الأمريكي تفجير الصراع بمنطقة الخليج , لحساب الكيان الصهيوني الغاصب ,و المدلل لدى صانع القرار الأمريكي.. 

ولعل ذلك ماجعل الرئيس الإيراني حسن روحاني يصف اليوم الثلاثاء " الإدارة الأمريكية "بأنها مؤلفة من ”سياسيين مبتدئين ذوي أفكار ساذجة“، وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن تهديداته لطهران بعد أن حذره مساعدون عسكريون من خوض حرب مع الجمهورية الإسلامية..

وكان الرئيس الأمريكي ترامب اخبر الصحفيين امس الاثنين أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور حدث في ولاية بنسلفانيا، أنه لا يزال على استعداد لإجراء محادثات مع إيران "عندما يكونون مستعدين"، وفقا لرويترز.

وتعد دعوة ترامب لإيران للتفاوض الثانية خلال يوم واحد، حيث حث في مقابلة واسعة النطاق، مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، الإيرانيين على المجيء إلى طاولة المفاوضات خلال المقابلة

وتهرب الرئيس الأمريكي من تبعات تحمله وحده دون سواه تبعات الحرب ,وأكد أنه يريد تجنب تكاليف الحرب الباهظة، قائلا، "مع كل ما يجري، وأنا كما تعلمون لست شخصا يريد الدخول في الحرب، لأن الحرب تؤذي الاقتصادات، الحرب تقتل الناس، والأكثر من ذلك بكثير".

وفي ذات السياق ضمن البحث عن حلول للازمة أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم، عن عزم حكومته إرسال وفود إلى طهران وواشنطن لإنهاء التوتر بين الطرفين.

وقال عبد المهدي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم  "نتجه إلى دفع التهدئة بين واشنطن وطهران، ولا يوجد أي طرف عراقي يريد الدفع بالأمور باتجاه الحرب بينهما".

وأضاف: "المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون أكدوا لنا عدم رغبتهم بخوض حرب، ونحن بدورنا سنرسل وفدا إلى طهران وواشنطن لإنهاء التوتر بين الطرفين".

وشهدت العلاقات بين طهران وواشنطن تصعيدا ملموسا في الأشهر الأخيرة على خلفية فرض الاخيرةعقوبات اقتصادية على إيران وتصنيف حرسها الثوري إرهابيا، وإرسال مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" رفقة قاذفات من طراز "بي 52" إلى منطقة الخليج بسبب "تهديدات إيرانية" للقوات الأمريكية وحلفائها.

ورغم التصعيد العسكري الأمريكي بمنطقة الخليج , ومحاولته التلويح بالحل العسكري ضد إيران وفرض شروطها المجحفة بحق دولة عضو بالا مم المتحدة , قابله استنفار عسكرى مماثل من قبل طهران , وأكدت أنها ستستخدم كل السبل للدفاع عن نفسها وشعبها جراء التعنت الأمريكي وخنق اقتصاده .

وجأت الوساطة العراقية حسب مصدر إعلامي عراقي بطلب من طرفي النزاع باعتبار أن العراق وسيط موثوق به وقادر، بما يتمتع به من علاقات متوازنة، على صنع تأثير لوقف التصعيد الحالي".

وسيزور عبد المهدي خلال اليومين المقبلين قطر والكويت في جولة بالمنطقة تأتي استكمالا لزيارة السعودية وبأن روسيا تتوسط لحل الأزمة بين واشنطن وطهران، بالإضافة إلى العراق ودول أخرى.

ووصلت حاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لنكولن" إلى بحر العرب في طريقها إلى الخليج، على خلفية التصعيد الأخيرة بين أمريكا وإيران، التي هددت بإغلاق مضيق هرمز.

ورغم حجم القوة الهائلة، التي تملكها حاملة الطائرات الأمريكية، إلا أن وجودها في مياه الخليج، يجعلها أقل قدرة على المناورة، ويهدد بإمكانية استهدافها من قبل القوات البحرية الإيرانية، أو بوابل من الصواريخ الساحلية.

وتستعد إيران لحماية سواحلها وفرض وجودها في مياه الخليج بقوة بحرية تضم زوارق سريعة وغواصات خفيفة، يمكنها العمل في المياه الضحلة، وتنفيذ هجمات سريعة، مقارنة بقدرة محدودة لحاملة الطائرات الأمريكية في تلك المياه.

 ويرى مراقبون أن ترامب سلّم أمره لنتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني رغبةً منه بأن يسانده عبر لوبيّات الضغط الصهيونية وتأثيراتها في تأمين ولايته الثانية في واشنطن، فتورّط بما لا قدرة له ولا لــ “إسرائيل” ومشيخات الخليج على فعله .

وجاء رد الفعل بمزيد من استعدادات إيران ، ولاحقت الأمريكي والصهيوني حيث استطاعت وهزمته في بغداد وكابول وبيروت وغزة واليمن وسوريا، وكان حلف المقاومة ينتظر لحظة إلحاق الهزيمة الكلية بأمريكا و”إسرائيل” وأدواتهما.

ولم يكن أمام ترامب سوى أحد خيارين لا ثالث لهما: إما أن ينتحر، وانتحاره مؤكّدٌ إذا هاجم إيران أو تحرّش بأيٍّ من فصائل المقاومة، وينتحر إذا هو أبقى على فريق نتنياهو في البيت الأبيض فسيأخذونه من حماقةٍ إلى أخرى

والخلاصة ان كل تلك الحماقات من قبل ترامب ستقوده حسب المراقبين الى عدم  القدرة على تجديد ولايته والانتخابات الرئاسية الأمريكية أصبحت قاب قوسين، وهو بحاجةٍ إلى انتصاراتٍ لا إلى هزائم تضاف إلى فضائحه ومتاعبه. أو الخيار الثاني للنجاة ويتحدّد في انقلابه الحادّ ضدّ نتنياهو وفريقه في واشنطن، فالغارق في مياه البحر يُغرِق من يحاول إنقاذه ولا يجيد السباحة، وهي تماماً حال نتنياهو وتخبّط ترامب…

سبـأ