صحيفة فايننشال تايمز: الولايات المتحدة تحولت في ظل إدارة ترامب إلى خطر على العالم


https://www.saba.ye/ar/news472032.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
صحيفة فايننشال تايمز: الولايات المتحدة تحولت في ظل إدارة ترامب إلى خطر على العالم
[16/ أغسطس/2017]
لندن - سبأ:
أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الولايات المتحدة أصبحت“دولة خطيرة” على الأمن والسلام العالميين في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وذلك مع قرع ترامب طبول الحرب مؤخرا وإطلاقه التهديدات ضد كوريا الديمقراطية وفنزويلا .

يشار إلى أن الولايات المتحدة وعلى اختلاف الادارات التي تسلمت سدة الرئاسة تشكل منذ أكثر من 72 عاما خطرا وتهديدا للسلام والامن العالميين تجلى بأوضح الصور عام 1945 عندما ألقت إدارة هاري ترومان قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين أواخر الحرب العالمية الثانية وهو ما تسبب بمقتل مئات آلاف الأشخاص إضافة إلى العديد من التدخلات العسكرية الكارثية لواشنطن في الدول الاخرى ومن بينها فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا.

وجاء في مقال للكاتب غيديون راخمان نشرته الصحيفة تحت عنوان “أمريكا الآن أمة خطيرة”: إن “ترامب وفي الأسبوع الماضي وحده اصدر تهديدات خطيرة انخرط من خلالها في سياسة حافة الهاوية النووية ضد بيونغ يانغ واصدر تهديدات غامضة باتخاذ إجراءات عسكرية في فنزويلا وخطب ود العنصريين البيض داخل الولايات المتحدة وبالتالي فانه قدم سياسة مناقضة تماما للزعامة الهادئة التي يمكن توقع قراراتها والرصانة التي يطلبها حلفاء واشنطن”.

وأشار راخمان إلى أن تهديدات ترامب المتسرعة وسيئة السمعة ضد كوريا الديمقراطية باستخدام “النار والغضب” تتسم ب”الطيش والتهور” حتى وإن كانت التهديدات مجرد خدعة فإنها تضع مصداقية واشنطن على المحك وتهدد باحتمال تصعيد الموقف.

وأكد الكاتب أن الأزمة الدولية التي يؤججها ترامب في الخارج لا تنفصل عن المتاعب الداخلية التي تحاصر ادارته لافتا في هذا السياق إلى التحقيقات التي كان يقوم بها رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر بشأن علاقة ترامب بروسيا إضافة إلى أعمال العنف السياسية المنتشرة الآن في الشوارع الأميركية “حيث شن المتطرفون البيض والنازيون الجدد هجوما على المتظاهرين في تشارلوتسفيل بينما لم يصدر ترامب سوى تصريحات مراوغة وغامضة وهو يلعب الغولف”.

وقال راخمان إن “خطورة الموقف تكمن في أن تتجمع الأزمات الداخلية التي تواجه ادارة ترامب المحاصر وتتفاقم ما قد يشجعه على استغلال أزمة دولية للهرب من مشاكله الداخلية” حيث عمد سيباستيان غوركا احد المساعدين المثيرين للجدل في البيت الأبيض هذا الاسبوع بالفعل إلى استخدام الازمة مع كوريا للضغط على منتقدي ترامب المحليين حتى يتراجعوا عن انتقاداتهم.

وأضاف الكاتب أن “القادة الذين يرزحون تحت ضغط سياسي داخلي كبير من المحتمل أيضا أن يتصرفوا بطريقة غير عقلانية فخلال أزمة ووترغيت التي تورط فيها الرئيس الامريكي الأسبق ريتشارد نيكسون طلب أعضاء الإدارة من قادة الجيش مراجعتهم قبل تنفيذ أي قرار من الرئيس بشن ضربة نووية ولكن ولسوء الحظ ليس من الواضح إن كان هناك أي مسؤول حينها أو الآن يمتلك الحق في إلغاء أوامر الرئيس في حال قرر استخدام الخيار النووي”.

 وتابع راخمان إن “ظهور ترامب وتسلمه الرئاسة في الولايات المتحدة يبدو بشكل متزايد كأحد أعراض أزمة كبرى تعتري المجتمع الأمريكي وهي أزمة لن تنتهي حتى بعد خروج ترامب من البيت الأبيض حيث اسهم تراجع دخل الأمريكيين العاديين وارتفاع مستوى البطالة ومشاكل داخلية اخرى في خلق ناخبين غاضبين وعند الجمع بين هذه الخلفية الاجتماعية والاقتصادية المظلمة مع المخاوف من التراجع على المستوى الدولي وانتشار الثقافة السياسية التي تبجل البندقة والحلول العسكرية سيتكون لدينا معادلة لبلد ستتمثل استجابته للأزمات الدولية على نحو متزايد بخيار لقم وذخر”.

وكان الكاتب البريطاني جوناثان فردلاند رأى في مقال نشرته صحيفة الغارديان في 12 آغسطس الجاري أن تفرد ترامب بالمسوءولية المباشرة ودون أي رقيب عن استخدام الاسلحة النووية هو امر “مرعب للبشرية”.

وتعيش الولايات المتحدة داخليا حالة انقسام في المجتمع بسبب العنصرية حيث شهدت عدة ولايات العام الماضي احتجاجات على عنف وعنصرية الشرطة بعد تكرار حوادث قتل أشخاص عزل من أصول افريقية كما تظاهر مئات الامريكيين أمس في منهاتن بمدينة نيويورك منددين بسياسات الرئيس ترامب واسلوب تعامله مع أعمال عنف ارتكبها اليمين المتطرف المتحيز للبيض في ولاية فرجينيا قبل أيام.
سبأ