علماء وأكاديميون بمحافظة الحديدة : الزكاة ركن من أركان الإسلام لا يمكن التهاون بشأنها


https://www.saba.ye/ar/news430808.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
علماء وأكاديميون بمحافظة الحديدة : الزكاة ركن من أركان الإسلام لا يمكن التهاون بشأنها
[16/ يونيو/2016]
الحديدة ـ سبأ:
يتفق العلماء وخبراء الإقتصاد على أهمية وجوب دفع الزكاة وعدم التهاون بشأنها أو التقليل منها وتسليمها للدولة.

وأوضح إمام وخطيب الجامع الكبير بمحافظة الحديدة العلامة عبدالرحمن مكرم أن الله تعالى خلق الغني والفقير وجعل ما عند الغني من زكاة تكفي لسد حاجة الفقير .. معتبرا فريضة الزكاة ميزان تؤخذ من الأغنياء وترد للفقراء .

وقال " لو اختل هذا الميزان لازداد الغني غناً والفقير فقراً وكذا سيختل ميزان الحياة وتنتشر الرذيلة والفواحش والسرقات وغيرها " .. لافتا إلى أن الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة وقال " لو منعوني عقال بعير كان يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه".

وأضاف " نجد في فلسفة الإسلام بالنسبة إلى الملك للمال إنه ملك إستخلاف وليس ملك حقيقي وعليه فأنت مستخلف في هذا المال ويجب أن تنفقه فيما شرع له قال تعالى " وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ " حيث تبين الآية بوضوح أن المالك الحقيقي لهذا المال هو الله عز وجل فكما أعطاك هذا المال وأغناك فهو قادر أن يأخذه منك ".

وأشار العلامة مكرم إلى أنه لا يمكن أن يحفظ الأغنياء حقوق الفقراء إلا في إطار الإلتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله قال تعالى " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ".

وأكد أهمية الإبتعاد عن المحاباة والمجاملة .. وقال " ينبغي على الأغنياء البحث بأنفسهم على الفقراء والمحتاجين أو الاستعانة لإيصال هذه الأموال إلى مستحقيها ".. مبينا أن توزيع الزكاة بما أمر بها الله ورسوله سبباً من أسباب الحد من الفقر في المجتمع .

وأضاف إمام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة " إن الزكاة عندما وزعت بالطريقة الصحيحة في عهد عمر بن عبدالعزيز قضت على الفقر وعادت أموال كثيرة بعد أن أستكفى المسلمون منها إلى الخليفة الذي قال أعيدوها إلى فقرائهم قالوا لم يعد هناك فقير قال إذاً زوجوا بها شبابهم".

وكيل أول محافظة الحديدة محمد عياش قحيم يقول " إن هناك إعتقاد خاطئ لدى كثير من المكلفين وخاصة كبار المكلفين أن الدولة ليست الولي الشرعي لتحصيل الزكاة وأن ما يدفعه إليها يعد مالا وليس زكاة ".

وأضاف " إن عدم تجاوب المزكين مع الدولة تعد إشكالية يعاني منها مكتب الواجبات في المحافظة " . فيما أشار مدير مكتب الواجبات الزكوية بمحافظة الحديدة جمال الحميري إلى أن العلماء أجمعوا على وجوب دفع الزكاة بإعتبارها فريضة من فرائض الإسلام .

ولفت إلى أن الكثير من الناس يجهلون عظمة هذا الركن وفوائده ويتجاهلون ويتقاعسون عن تأديته .. مبينا أن للزكاة فوائد وثمار جليلة في توحيد الأمة وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، كما أنها تجعل الغني يعطف على الفقير لأن الله تعالى جعل في مال الغني حق معلوم للفقير والمسكين والمحتاج .

وأكد الحميري أن التهرب والتحايل على دفع الزكاة من قبل المكلفين يعرضهم للعقاب في الدنيا والآخرة كون الزكاة ركن من أركان الإسلام يظل معلقا في ذمة الإنسان إلى يوم القيامة.

وذكر أن الزكاة طهارة للإنسان والمال وتطهير للنفوس من البخل وهي حق معلوم في أموال الأغنياء للفقراء يكفر من أنكر فريضتها ويفسق من تكاسل وتقاعس عن دفعها.

ودعا إلى المبادرة بدفع الزكاة وما على الإنسان من متخلفات ومستحقات زكوية كون دفعها يجسد الإلتزام والسلوك القويم للمسلم الحريص على تزكية نفسه وماله ويقدم صورة ناصعة للإسلام في التكافل الإجتماعي والتراحم بين أفراد المجتمع.

بدوره قال مدير مديرية الحالي عبدالمنعم الرفاعي " إن التهرب من دفع الزكاة غير جائز شرعا وعلى الدولة اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل بها تحصيل الزكاة من المكلفين ".. مبينا أن مصارف الزكاة محددة في القرآن الكريم.

وأضاف " إن جباية الزكاة تتم من قبل الدولة كونها المسئولة عن جبايتها كما ورد التشديد على ضرورة دفعها لولي الأمر " .

في حين أشار امام وخطيب جامع السعادة بمديرية الحالي الشيخ ماجد كنباش إلى أن الزكاة واجبة ومن لا يؤديها متعمدا يعتبر فاقدا لركن من أركان الإسلام .. مؤكدا ضرورة دفع الزكاة لبيت مال المسلمين .

من جانبه أوضح عميد كلية التربية بجامعة الحديدة الدكتور أحمد مذكور أن الزكاة تبرز أهميتها في كونها تطهيرا لمال المزكي من الشح والطمع وتحقيق مبدأ التكافل الإجتماعي .. لافتا إلى أن الزكاة تعود النفس على البذل والعطاء .

من جهته أشار عضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة الدكتور أبو علي غالب إلى أهمية توعية المجتمع بدفع الزكاة وفوائدها ودورها لتزكية النفوس وتطهيرها بالإضافة إلى التعريف بالحكمة منها وكيفية أدائها ومقدارها في الأموال والزروع والثمار والممتلكات وغيرها والجهة المخولة بأخذ هذه الزكاة وحكم مانعها وتاركها .

ولفت إلى أهمية دور المساجد ووسائل الإعلام في التوعية بهذا الجانب بما يسهم في تحسين مستوى الإيرادات الزكوية .

كما أشار نائب مدير مكتب التخطيط بالحديدة علي الطبيشي إلى أن المجتمع الإسلامي ينهض بأفراده من الأغنياء والفقراء، ولهذا جعلت الشريعة الزكاة فرضا وركنا من أركان الإسلام التي لا يكتمل إسلام المرء إلا بتأديتها .

رئيس نقابة المصارف والبنوك بالحديدة فهمي احمد صبرة يقول " كلنا يعي ويدرك أن الزكاة ركن من أركان الإسلام وواجبه شرعاً وفريضة على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى " وأتو حقه يوم حصاده " وهي ليست هبة أو هدية بل حق من الله لفقراء المسلمين .

ودعا إلى زيادة التوعية بفريضة الزكاة ونصابها وشروطها لأن الكثير يجهل هذه الفريضة ووجوب تسليمها للدولة .

سبأ