ليبيا: صراع السلطة ومخاوف من التدخل الخارجي


https://www.saba.ye/ar/news429833.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
ليبيا: صراع السلطة ومخاوف من التدخل الخارجي
[05/ يونيو/2016]
طرابلس - سبأ:
تسعى حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي انتقلت إلى طرابلس منذ شهرين الى توحيد ليبيا وممارسة سلطتها على كل أنحاء البلاد، لكنها تصطدم بمعارضة الحكومة المعترف بها سابقا في الشرق ، والتي تؤيدها مجموعات مسلحة ووحدات في الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر.

وقد قامت حكومة الوفاق منذ اللحظة الاولى بأصدار أوامرها الى المؤسسات باستخدام شعارها والحصول على موافقتها في كل النفقات وذلك بعد ساعات على اعلان الحكومة غير المعترف بها دوليا في طرابلس تخليها عن السلطة.

وكانت الحكومة غير المعترف بها التي يترأسها خليفة الغويل أعلنت في بيان في مطلع أبريل 2016 "توقفنا عن اعمالنا المكلفين بها كسلطة تنفيذية رئاسة ونوابا (نواب رئيس الحكومة) ووزراء". واوضحت انها قررت التخلي عن السلطة "تاكيدا على حقن الدماء وسلامة الوطن من الانقسام والتشظي". ودخلت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج طرابلس ...

وبعد مرور اكثر من ست سنوات على الاطاحة في بنظام الزعيم معمر القذافي لا زالت مظاهر العنف تعم أرجاء ليبيا بينما تتزايد المطالب الشعبية بإنهاء سيطرة المليشيات المسلحة والحد من مظاهر التسلح في المدن الليبية .

وفي ظل انسداد الأفق السياسي بالرغم من النجاح النسبي الذي حققته حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج فقد فشلت حكومته حتى الآن في الحصول رسميا على ثقة البرلمان الليبي في طبرق , هذا الى جانب تزايد هجمات تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية الذي يسيطر على مدينة سرت وهو ما يزيد الوضع الليبي تأزما يوما بعد يوم.

ولقد جاء اجتماع فيينا الأخير لبحث الازمة الليبية برعاية امريكية- ايطالية وبمشاركة نحو عشرين دولة بمثابة تعبير عن قلق المجتمع الدولي لما آلت اليه الاوضاع في ليبيا.

وأعربت الدول الغربية عن استعدادها لتخفيف حظر توريد السلاح المفروض على ليبيا من أجل تسليح الجيش الوطني الليبي .

وأوضح رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج أن حكومة الوفاق عبرت خلال اجتماع فيينا عن عزمها على تقديم طلب إعفاء من حظر الأسلحة إلى لجنة الأمم المتحدة للعقوبات لشراء الأسلحة والمعدات اللازمة لمواجهة الجماعات الإرهابية كما تحددها الأمم المتحدة.. بما في ذلك جماعة داعش. وأكد السراج أن التعاون العسكري بين ليبيا والدول الغربية لا يعني باي حال من الاحوال تدخلا عسكريا خارجيا في ليبيا.

ويرى مراقبون أن مؤتمر فيينا يشكل نقطة مفصلية حيث يأتي بعد النجاح النسبي لترتيبات حكومة الوفاق الوطني التي أنهت الفوضى الناجمة عن ثنائية الحكم ومهدت الطريق أمام توحيد الجيش الوطني حيث يؤسس المؤتمر لمرحلة تكريس الاستقرار على الأرض وحشد الجهود لمواجهة تحديات استكمال التسوية السياسية واحتواء خطر الإرهاب والتطرف ومعالجة تدفقات الهجرة غير الشرعية.

لكن مع ذلك مايزال مسلسل الاقتتال يطفو على المشهد الليبي منذ 2011 ، حيث عرفت ليبيا طيلة خمس سنوات متتالية معارك دامية بين الأخوة الأعداء، دعّمتها بعض الفصائل والنزاعات القبلية التي دخلت الصراع.

وتتصارع في البلاد حكومتان واحدة في طبرق مدعومة من المجموعة الدولية وحكومة طرابلس التي تتخذ من شعار فجر ليبيا سندا لها في التواصل مع المجتمع الليبي، هذا ما خلفه الانقسام داخل المؤسسة التشريعية، وأصبحت ليبيا ببرلمانيين في غياب لغة الحوار بين الأطراف المتنازعة على الأرض.

وهناك تخوف أمريكي غربي ومن دول الجوار الليبي في أن تتحول ليبيا الى صومال جديد ، وان تشكل التنظيمات والمليشيات المسلحة وغيرها من القوى المختلفة خطرا يتهدد المصالح الغربية في القارة الافريقيه .

ومن المؤكد أن انعدام وجود سلطة مركزية يعود للمخطط الذي يستهدف ليبيا منذ الاطاحه بنظام حكم القذافي وتدخل قوات حلف الاطلسي لتحقيق ذلك فهناك محاولات انفصاليه بين المحافظات الليبيه وأخرى تدعو لفدراليه وذلك على غرار تلك القوى المتواجدة التي تطالب بتصور اخر للدولة الليبيه ولا تقوم على الدولة الوحدوية بقدر ما تقوم على شكل من اشكال التركيبه الفدراليه.

كما أن التهويل الأمريكي والغربي عن التخوف من أن تصبح ليبيا حاضنه للإرهاب وأنها ستؤثر بذلك على دول المنطقة وتشكل تهديد مباشر لأمريكا والغرب هو ضمن ما يتم التخطيط له للتدخل العسكري المباشر في ليبيا وإدخال قوات امريكيه وغربيه تحت مظلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة والتي يشرعن التدخل في الشؤون الداخليه الليبيه.

وبحسب مراقبين فان التدخل الخارجي في ليبيا المتمثل في حلف شمال الاطلسي خلف ورائه قبائل وعشائر ما زالت مواليه لنظام حكم القذافي والتي بحسب التقرير لا يتجاوز نفوذها المناطق المحليه ، وتبقى الاشاره الى ان عدم تشكيل جيش ليبي جديد شكل عاملا بارزا في بقاء الوضع الامني في ليبيا مفتوح على كل الاحتمالات ومعرض لشتى الانتهاكات .

سبأ